الفصل الثالث
*أنتم آلهة*
فى (مزمور ٨٢ : ١ – ٨) (كتاب الحياة)، يعطينا كاتب المزامير سرد قصصى مؤثرة لمراحل حياة الناس حين يفتقرون للمعرفة و الفهم لمشيئة الرب الإله بخصوصهم:
_*”١ الرب الإله يَتَرَأَّسُ سَاحَةَ قَضَائِهِ، وَعَلَى القُضَاةِ يُصْدِرُ حُكْماً. ٢ حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ بِالظُّلْمِ وَتَنْحَازُونَ إِلَى الأَشْرَارِ؟ ٣ احْكُمُوا لِلذَّلِيلِ وَالْيَتِيمِ. وَأَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. ٤ أَنْقِذُوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ؛ أَنْقِذُوهُمَا مِنْ قَبْضَةِ الأَشْرَارِ. ٥ هُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، يَتَمَشَّوْنَ فِي الظُّلْمَةِ وَتَتَزَعْزَعُ أُسُسُ الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ الْجَوْرِ. ٦ أَنَا قُلْتُ: «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَجَمِيعَكُمْ بَنُو الْعَلِيِّ. ٧ لَكِنَّكُمْ سَتَمُوتُونَ كَالْبَشَرِ، وَتَنْتَهِي حَيَاتُكُمْ مِثْلَ كُلِّ الرُّؤَسَاءِ». ٨ قُمْ أيها الرب الإله قُمْ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ الأُمَمَ بِأَسْرِهَا.”*_
إفهم ما يحدث هنا. كل شىء لهؤلاء الناس غير مستقر وخارج المسار الصحيح لهم. الأمور لا تسير معهم كما يجب. إنهم يسيرون فى الظلام و أساسات حياتهم ليست فى مسارها الصحيح. والأسوأ من ذلك هو أنهم يموتون كالمُعتازين ويسقطون كالأمراء الأرضيين. ومع ذلك، قيل لنا أنهم آلهة وابناء العلى كلهم. لماذا إذن تحدث لهم هذه الأشياء؟
ستجد الجواب فى تلك الأعداد أيضاً، انظر إلي *عدد (٥)، “هُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، يَتَمَشَّوْنَ فِي الظُّلْمَةِ…”* يسير الناس فى الظلمة و المرض و الفقر و الإحباط و الحزن وذلك لأنهم لا يعرفون الطريق للروح. إنهم يسيرون حسب الإدراك الحسى للأمور أو حسب العيان.
قال كاتب المزمور، *”هُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ”. (مزمور ٨٢ : ٥)*. لهذا السبب يسيرون فى الظلمة وأساسات ظروفهم ليست فى نصابها الصحيح. لقد وضع الرب الإله الأساسات الصحيحة والطريق الصحيح للحياة فى النور ولكن الناس غيروها. والآن أساس صحتهم وأعمالهم و ونجاحهم وكل دوائر حياتهم ليس مستقرة و عُرضة للظروف. ولكن حين خلق الرب الإله كل شىء، أسسها بطريقة صحيحة وقال عن ما خلقه، *”َحْسَن جِدّاً”. (تكوين ١ : ٣١)*.
إذاً، لماذا هناك بعض الأشياء ليست “حسن جداً” بالنسبة لبعض الناس؟ تجد احدهم ينظر للمستقبل ويقول، “إنه كئيب ولا يبدو أن الأمور ستكون على ما يرام”. حينما يذهب للفحص الطبى، تجد الأطباء يقولون له: هذا ليس جيداً. وعندما ينظر لأموره المادية، فهى أيضاً ليست جيدة. فماذا إذن يحدث له؟
كل هذا يحدث له لأنه لا يعرف ورفض طلب الفهم. ولذلك السبب عينه، كل أساسات ظروفه ليس صحيحة. الرب الإله غير مسئول بالمرة عن مشاكل هذا الشخص.
قال الرب الإله، *”أَنَا قُلْتُ: «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ»”*. اريدك أن تلاحظ عن قرب الطريقة التى يتكلم بها الرب الإله. إنه لم يقل، “أنا أقول أنكم آلهة”. بمعنى أنه قال لهم بالفعل من قبل عن هويتهم ولكنهم لم يصدقوا.
مع ذلك، عندما تنال الميلاد الجديد، فالرب الإله يسكب عليك روحه و يقول لك، *”إذهب و تنبأ!”*. حينئذٍ تستطيع أن تبدأ بإعلان من أنت في الرب الإله وما جعله متاحاً لك. تستطيع قول، “ربى يسوع، أشكرك من كل القلب، أنا اعرف من أنا الآن; أنا إبن الملك. لذلك، لن اصبح أبداً فقيراً; لن أكون فاشلاً ابداً؛ أنني انطلق من نجاح إلي نجاح؛ أنا منتصر بل وأعظم من منتصر. أنا أحيا فى الصحة الإلهية، بإسم يسوع!
تجد هناك البعض الذين لا يؤمنون. ليس من المفترض أن أذهب بعيداً لأبحث عن هؤلاء الذين يؤمنون أو هؤلاء الذين لا يؤمنون. فحياتهم تُظهر ذلك. إنهم يعيشون ضحايا للنظام و للظروف الذين يجدون أنفسهم تحتها. ولكن بالنسبة لنا نحن المؤمنين ووضعنا ما آمنا به موضع التطبيق، إكتشفنا أن كلماتنا تحققت.
يقول الكتاب المقدس فى *(سفر اَلْجَامِعَةِ ٨ :٤) “حَيْثُ تَكُونُ كَلِمَةُ ٱلْمَلِكِ فَهُنَاكَ سُلْطَانٌ. وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: «مَاذَا تَفْعَلُ؟».”* وتذكر أيضاً كلمات يوحنا في *رُؤْيَا يُوحَنَّا ٥ : ٢٠، “وَجَعَلتَهُمْ مَلُوُكَاً، وَكَهَنَةً لإلَهِنَا، وَسَوفَ يَسُودُونَ الأَرضَ”*.
كلماتنا لها قوة لأننا ملوكاً وسنسود علي الأرض. النبوة هي كلمة قوة يطلقها شخص ممسوح بالروح القدس. كن مدركاً لذلك عندما تتكلم وستتحقق كلماتك التي تطقت بها.
(يتبع)
No comment yet, add your voice below!