
“وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ (ارادته ) يَسْمَعُ لَنَا.”
(1 يوحنا 14:5).
يصلي بعض الناس أحياناً، “أيها الآب، لتكن مشيئتك” (ارادتك)، دون أن يدركوا مغزى هذه العبارة. إنها ليست شيئاً يُقال بلا مبالاة. أنتَ لا تقول “لتكن مشيئتك”(ارادتك ) فحسب؛ عليك أن تعرف ما هي هذه المشيئة(الارادة). عندما صلّى يسوع وقال نفس الكلمات، عرف بالضبط ما هي إرادة الآب وذكرها.
هناك فرق بين الإرادة والرغبة. حقيقة أن شيئاً ما هو إرادة الإله في وقت مُعين لا يعني أنه رغبته أيضاً. سأعطيك مثالاً من الكتاب. في إشعياء 38، يخبرنا الكتاب قصة عن الملك حزقيا الذي كان مريضاً. أُرسِل إليه النبي إشعياء من قِبل الإله بأن يوصى بيته لأنه سيموت. في تلك اللحظة، أعلن الرب الإله بوضوح عن إرادته في حياة الملك حزقيا.
بعدما قبل هذه الرسالة من النبي، وجَّه حزقيا وجهه للحائط وصلى إلى الإله، باكياً. يقول الكتاب، “فَصَارَ قَوْلُ يَهْوهْ(الرب) إِلَى إِشَعْيَاءَ قَائِلاً: «اذْهَبْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ يَهْوهْ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هأَنَذَا أُضِيفُ إِلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً.” (إشعياء 4:38 – 5) (RAB). حمداً للإله!
عندما أُخبِر حزقيا أنه سيموت، إن كان رده، “لتكن مشيئتك(ارادتك) يا رب” لكان قد مات. لكنه عرف أنها لم تكن رغبة الإله له. عرف أن الإله خلقه لحمده. لذلك، في صلاته، قال للرب، “… الْمَوْتُ(الميت) لاَ يُسَبِّحُكَ، … الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ كَمَا أَنَا الْيَوْمَ.” (إشعياء 18:38-19).
عندما تصلي من أجل مشيئة(ارادة ) الإله في أمر معين، اكتشف إلى أي مدى هذا الأمر متفق مع شخصه. عندها فقط ستعرف كيف تصلي بشكل أفضل بخصوصه. مثلاً، في العهد القديم، قاد الإله بني إسرائيل في عدة معارك وحارب حروب نيابة عنهم، لكن يخبرنا الكتاب أنه إله سلام. هو معروف بأنه إله السلام أكثر من أي اسم آخر في الكتاب. هذا يظهر لنا رغبته؛ ما يريده حقاً هو سلام، ليس حرب. سيساعدك هذا النوع من الفهم أن تصلي دائماً في اتفاق مع رغباته كما هي مُعلنة في كلمته.
صلاة
أبويا الغالي، أنا مُلهم بحق كلمتك، وحُبك، ورحمتك الأبدية التي تنقل لنا رغبتك بأن ننجح ونكون في صحة كما أن نفوسنا ناجحة أيضاً. الآن، أنا متقوٍ في ثقتي لأُصلي، عالمًا أنها مسرتك أن تسمع وتستجيب صلاتي. فرحي كامل اليوم، واثقاً في حبك وقوتك العاملة فيَّ، باسم يسوع. آمين.
دراسة أخرى:
1 بطرس 12:3 “لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ.”
رومية 26:8- 27 “وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ، لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الإله يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ.” (RAB).
لوقا 41:22- 44 “وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.” (RAB).
No comment yet, add your voice below!