_”فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ (موضوعات) الْحَيَاةِ (ينبع منه كل ينابيع الحياة).”_ (أمثال ٤: ٢٣) (RAB).

من سمات مرحلة النضوج الوعي بالذات. بمعنى آخر، أنت تعرف نفسك؛ أنت تعرف كيف تفكر، ويمكنك حتى التنبؤ بأفعالك. يمكنك أن تقول، “في مثل هذه الظروف، سأتفاعل أو أستجيب للمشاكل بهذه الطريقة أو تلك.”

الآن، ضع في اعتبارك هذا: الطريقة التي أنت عليها أو التي تفكر بها اليوم -عقليتك الحالية- هي نتيجة لعدة عوامل. الأول هو أصلك العائلي. من أصلك العائلي، ورثتَ بعض السمات. ثم المجتمع الذي نشأت فيه، والمواد التي استهلكتها (الكتب التي قرأتها، والأفلام التي شاهدتها، والأشياء التي استمعت إليها) كلها تشكل مَن أنت عليه اليوم.

سُجلَت جميع المعلومات التي جاءت إليك بواسطة حواسك من خلال قوتك الذهنية وجسدك المادي. جسدك له ذهن. خلاياك لها ذاكرة. الأعضاء الجسدية في جسدك لها ذاكرة؛ تقوم بتخزين المعلومات. لذا، فإن جميع المعلومات التي تلقيتها في أي وقت تم تخزينها بالفعل فيك.

وبالتالي، فإن كل شخص بالغ هو عبارة عن تكتل مذهل من مساحات تخزين ضخمة. فكِّر في الأمر: رأسك لديها مساحة تخزين خاصة بها؛ يدك، وقدميك، وكل أنظمة جسمك بداخلها الكثير جدًا. كل هذا يؤدي في النهاية إلى كيفية تفاعلك مع المنبهات، وكيف تستجيب للمعلومات أو تصرفات الآخرين.

لا عجب أن يقول الكتاب، _”وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ الإله: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.”_ (رومية ١٢: ٢) (RAB). من خلال اللهج الواعي في الكلمة، ينتظم ذهنك، أو يُعاد تنظيمه، أو يُبرمَج أو يُعاد برمجته. يتزامن محتوياته ونهجه مع أفكار الإله وإرادته الكاملة لحياتك. هذا ما يسبب التغيير.

*صلاة*
أبي الغالي، أشكرك من أجل قوة كلمتك المُغيرة؛ إنها تجدد ذهني، وتغير حياتي، وتُعيد تنظيم أفكاري وبرمجتها في اتجاه إرادتك الكاملة لحياتي. يفيض ذهني بأفكار الوفرة والصحة، والسلام والإمكانيات، باسم يسوع. آمين.

*دراسة أخرى:*

*٢ تيموثاوس ٢: ١٥*
_”اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للإلهِ مُزَكَّى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ.”_ (RAB).

*أمثال ٤: ٢٠-٢٢*
_”يَا ابْنِي، أَصْغِ (واظب على) إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ (صحة) (شفاء) لِكُلِّ الْجَسَدِ.”_ (RAB).

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *