“وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي، بَلْ إِرَادَتُكَ».”
(لوقا ٢٢ : ٤٠ – ٤٢).
لم يُجسِّد أحد قوة الصلاة في التغلب على التجربة أفضل من الرب يسوع. يقدم لنا في عبرانيين ٥ : ٧ فكرة عن سبب صلاته للآب بالطريقة التي وصفها في الآية الافتتاحية: يسوع، “الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ [يخلصه من هول الانفصال عن حضور الآب]”. (الترجمة الموسعة) هذا الانفصال عن الآب هو ما لم يرغب في تجربته أبداً ولو للحظة. نتيجةً لذلك، جثا على رُكبتيه وصلَّى، وبينما فعل ذلك، حدث أمر رائع: “… ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ” (لوقا ٤٣:٢٢). تقول الآية ٤٤، “وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ (يسوع) يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ…”. تذكر، صلاة البار الحارة لها قوة هائلة وديناميكية في فعلها (يعقوب ٥: ١٦). إذ كان يسوع في ألم وجهاد، صلى بأشد لجاجة. كانت صلاته شديدة لدرجة أن يقول الكتاب “… وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ”. (لوقا ٤٤:٢٢) شكرًا لله؛ صلاته اُستجيبت. لقد أسلم نفسه لمشيئة الآب ليصبح خطية من أجلنا حتى نصير نحن بر الله فيه. هللويا! عندما انتهى من الصلاة، قال شيئاً أراد به أن يُعلّم تلاميذه كما نرى في لوقا ٢٢: ٤٥-٤٦، “ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».” المشكلة ليست في أن تُجرَّب، بل في الوقوع في التجربة. يوضح لنا يسوع هنا أننا يجب أن نصلي لكيلا نقع في تجربة. تذكر أنه كان على وشك المرور بتجربة مُرعبة بالانفصال عن الآب، وكان عليه أن يصارع التجربة ليقول، “لا، لن أفعل هذا!” كان يعلم أنه يجب أن يصلي، لأنه علم بنفسه “أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” (لوقا ١٨: ١). مثل السيد، سلم نفسك للصلاة. في مكان الصلاة تتهيأ روحك لتميز وتسلك بمشيئة الله الكاملة، ويتقوى إيمانك لتغلب التجارب وتهيمن على الظروف. تنتعش بقوة الروح لتعيش منتصراً كل يوم. هللويا! *صلاة* ربي الغالي، أشكرك على امتياز الصلاة وبركاتها، المكان الذي تتهيأ فيه روحي لتميز وتسلك في إرادتك الكاملة دائماً، ويتقوى إيماني للتغلب على التجارب وللسيادة على الظروف. أنا مُجهَّز ومُحصَّن بالكامل، قوي في الرب وفي شدة قوته للنصرة بمجد اليوم ودائماً. آمين. *دراسة أخرى:* *١ كورنثوس ١٠: ١٣* “لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ (مثل باقي البشر). وَلكِنَّ الله أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا”. *عبرانيين ٥: ٥ – ٧* “كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ”. *متى ٢٦ : ٤١* “اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ”.
No comment yet, add your voice below!