“فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟” (مزمور ٨ : ٤) (RAB).

عندما تتأمل في كلمات كاتب المزمور في الآية الافتتاحية، ستصل إلى نتيجة واحدة مذهلة: الإله يحب الإنسان. كان المرتل مندهشاً بشدة من محبة الإله الكاملة والأبدية للإنسان. كيف تبدأ حتى في استيعابه؛ أن إله المجد العظيم، ملك الكون، صانع السماء والأرض، لم “يفتقد” الإنسان فحسب، بل سيجعل الإنسان مسكنه؟ إنها حقيقة مدهشة. يقول الكتاب أن الملائكة ما زالوا يفحصون هذا الأمر؛ انهم غير قادرين على فهم ذلك. لكن حب الإله لنا هو الذي جعل ذلك ممكناً. يقول في رسالة يوحنا الأولى ٣ : ١، ” اُنْظُرُوا أَيَّ حُبٍّ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ الْإِلَهِ !مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.” ثم في كولوسي ١: ٢٧ يقول ” الَّذِينَ أَرَادَ الْإِلَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ (مهما كانت خلفيتهم، ومكانتهم الدينية)، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ”. (RAB) لقد سكن الإله فينا حتى لا نعد كائنات عادية، بل كائنات إلهية.

الآن نحن ممتلئون من الإله. كانت هذه هي خطته منذ تأسيس العالم. كان هذا هو السر الذي تم إخفاؤه على مر العصور و الأجيال، والذي ظهر الآن للقديسين. هللويا! حقيقة أن هذه كانت خطة الإله ومشيئته بالنسبة لنا تظهر بشكل أكبر في أفسس ٣ : ١٧- ١٩. يقول، ” لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْحُبِّ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا (تفهموا) مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا حُبَّ الْمَسِيحِ الْفَائِقَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ الْإِلَهِ” (RAB)، مبارك الإله!

فكر بالأمر! كل ذلك نتيجة حبه لنا لأن نمتلئ بكل ملء الإله مثلما كان يسوع ممتلئًا بملء الإله. كم يحبنا!

الصلاة

أبويا الغالي، حبك غامر جداً وواضح في الموت النيابي ليسوع المسيح عنا. أسلك كل يوم، بوعي بحضورك الساكن فِيَّ ؛ أشكرك لأنك جعلتني اسكب من حبك لعالمي، باسم يسوع. آمين.

دراسة أخرى:

يوحنا ١٣:١٥ ” لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” يوحنا ٢٣:١٧ ” أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.” ١ يوحنا ٤: ١٦ ” وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْحُبَّ الَّذِي لِلْإِلَهِ فِينَا. الْإِلَهُ (هُوَ) حُبٌّ، وَمَنْ يَثْبُت فِي الْحُبِّ، يَثْبُتْ فِي الْإِلَهِ وَالْإِلَهُ فِيهِ”. (RAB)

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *