“وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ”. (افسس ١٩:٣)

أحب حقيقة أن الكثيرين في عيد الميلاد يشاركون ويعلنون المحبة؛ فيقولون إنه موسم فيه نحب بعضنا البعض. لكن معظمهم يعتقدون أنهم يعرفون ما هي المحبة، في حين أنهم لا يعرفونها حقًا. أغلب ما تم اختباره أو فهمه هو التسامح والقبول وليس المحبة. التسامح هو قدرتك على تحمل الآخرين؛ وهذا شيء جيد، لكن لا ينبغي أن نخلط بينه وبين المحبة. أن تتسامح مع الناس لا يعني أنك تحبهم.

حتى اليهود واجهوا صعوبة في فهم المحبة. كان الذهن اليهودي معقدًا، وكانت إحدى الطرق التي يمكن أن يجذب بها الله انتباههم هي إعطائهم القاعدة الذهبية: «لا تَنْتَقِمْ وَلا تَحْقِدْ عَلَى ابْنَاءِ شَعْبِكَ بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. انَا الرَّبُّ» (اللاويين ١٨:١٩). قال لهم، «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». لكن كيف يمكن للإنسان أن يحب قريبه كنفسه بينما هو غير مدرك لمحبة ذاته؟

لم يكن هذا أفضل مخطط إلهي عن المحبة، لكن كان عليه أن يتعامل معهم من «الخارج». فقال لهم: «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ» (متى ١٢:٧، لوقا ٣١:٦). بعد فترة، بدأوا في إساءة استخدام هذا. فكان ممكنًا للرجل أن يأخذ زوجة شخص آخر ويقول: “لا أمانع إذا فعلت الشيء نفسه معي. يمكنه أخذ زوجتي غير المُهذبة”.

ولكن عندما جاء يسوع، أظهر محبة الله بطريقة مختلفة. قال: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا ١٣:١٥). أظهر لهم المحبة من منظور الله، ولم يكرز بهذه المحبة فحسب، بل أكد عليها بالدليل. لا يمكنك إظهار أو عرض المحبة الحقيقية إن كنت لا تعرف يسوع.

عندما تسمع أحدهم يقول، «لا أستطيع أن أرضيك وأسيء لنفسي»، يقتبس مثل هذا الشخص من العهد القديم. لكن يسوع يقول لا؛ لا يتعلق الأمر بإرضاء نفسك؛ بل يتعلق الأمر بوضع حياتك للآخرين. يتعلق الأمر بإسعاد الآخرين حتى على حساب مشاعرك. لا يوجد محبة أعظم من هذا. فهمك لهذا سيغير حياتك تمامًا وسيزيد التزامك تجاه يسوع المسيح، وتجاه أولئك الذين مات من أجلهم.

لنعترف:
بواسطة الروح القدس، أستطيع أن أفهم أبعاد محبة الله. فأنا ممتلئ بمحبة المسيح التي تفوق كل معرفة. وأنا أحب الآخرين كما أحبني المسيح؛ وأتصرف بدافع من الحب الحقيقي، وأخدم الآخرين بفرح ورحمة، على مثال الرب يسوع. هللويا!

مزيد من الدراسة:
︎ يوحنا الأولى ٧:٤-١٠
“أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا ، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ وَيَعْرِفُ ٱللهَ. وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللهَ ، لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِينَا: أَنَّ ٱللهَ قَدْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا ٱللهَ ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا”.

︎ رومية ١٢: ١٠
“وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْكَرَامَةِ”.

︎ ١ كورنثوس ١٣ : ٤-٥
“ٱلْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَتَفَاخَرُ، وَلَا تَنْتَفِخُ، وَلَا تُقَبِّحُ، وَلَا تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلَا تَحْتَدُّ، وَلَا تَظُنُّ ٱلسُّوءَ”.

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *