“اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإلهيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.”
(٢ بطرس ١: ٤).
الصورة التي يستحضرها الرسول بطرس في أذهاننا في الآية أعلاه تنبع من الأساطير اليونانية. لها علاقة بمجمع آلهة اليونانيين، أو مجموعة الآلهة التي يرأسها زيوس، ملك الآلهة. لذا، فإن التعبير الفعلي، لـ “شركاء الطبيعة الإلهية”، هو الكلمة اليونانية “ثياس-فيوسس theias-phuseos”، والتي تعني “شركاء من نوع الإلهي”. فبطرس هنا يشير إلى مجمع إلهي أعظم يرأسه يسوع. كمولودين ثانيةً، لقد أُحضرنا إلى شركة أو وحدة مع النوع الإلهي. نحن في هذا التحالف. بمعنى أننا في اتحاد إلهي؛ شركة من النوع الإلهي. واجه بعض دارسي الكتاب مشاكل مع هذا. لم يكن خلافهم على أن أفكار بطرس خاطئة، لكنهم كانوا خائفين جداً من تصديق ما تقوله الكلمة. يجادل آخرون بأن بطرس لا يجب أن يستخدم كلمات تتمحور حول أو تتعلق بالتاريخ اليوناني أو الثقافة أو الآلهة اليونانية. لكن هناك العديد من النصوص الأخرى المنسوبة إلى بطرس في الرسائل التي كُتبت وتأثرت بالثقافة الهلنستية. على سبيل المثال، يستخدم بطرس لأول مرة في ٢ بطرس ١: ٢ مصطلح “إبيجنوسيس epignosis”. مصطلح إبيجنوسيس هو مصطلح هلنستي، وقد استُخدم ٢٠ مرة في الكتاب، ١٦ منهم بواسطة بولس. وأربعة منهم بواسطة بطرس (٢ بطرس ١: ٢؛ ٢ بطرس ١: ٣؛ ٢ بطرس ١: ٨؛ ٢ بطرس ٢: ٢٠). إبيجنوسيس هو أعلى شكل من أشكال المعرفة؛ إنها تعني معرفة دقيقة، أو مُحددة أو مُطلقة لا يمكن أن تُنسب إلا لله. اعتقد الهلنستيون أو الإغريق في تدينهم أن فقط الآلهة هي التي تعرف كل شيء. فقط الآلهة يمكن أن يكون لهم معرفة مُطلقة. إذا تم قبول هذه الأفكار الهلنستية المنسوجة في الكتاب، فلماذا يجب أن يستخف أي شخص من الاستدلال أو الفهم الهلنستي عن المجمع الإلهي الذي يسعى بطرس للتتكلم عنه؟ أنت تنتمي إلى اتحاد النوع الإلهي، بعد أن وُلدتَ للفئة الإلهية، وحياته الإلهية في روحك. الآن، أنت غير قابل للهلاك، ومُحصَّن، ومنتصر دائمًا بعد أن نُقلتَ من مجال البشر الطبيعي إلى طبقة النوع الإلهي الخارقة للطبيعة. أُقِر وأعترف أنا شريك النوع الإلهي، في اتحاد مع الألوهية. لقد ولدت من نوع الله بطبيعته وشخصيته في روحي. لقد نُقلتُ من مجال البشر الطبيعي إلى طبقة النوع الإلهي الخارقة للطبيعة. هللويا! دراسة أخرى: مزمور ٨٢: ٦- ٧ “أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.” يوحنا ١: ١٢ “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الْلهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ”. ١ يوحنا ١: ٣ “الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ به، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”.
No comment yet, add your voice below!