“الَّذِينَ أَرَادَ الْلَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ (مهما كانت خلفيتهم، ومكانتهم الدينية)، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ”. (كولوسي ٢٧:١)
الرسالة والرؤية النهائية للمسيحية هي “المسيح فيك” ! ومع ذلك، لم يدرك جميع المسيحيين هذه الحقيقة بالكامل؛ فالبعض لا يدرك ما تنطوي عليه المسيحية حقاً لأنهم يفتقرون إلى فهم شامل لها.
بدون تعليم كلمة الله واستنارة الكتاب من خلال الروح، لا يمكن للمرء أن يفهم تماماً جوهر المسيحية. ينظر إليها الكثيرون على أنها مجرد إحدى ديانات العالم، لكنهم مخطئون بشدة. تقف المسيحية بعيداً عن التعريفات التقليدية للدين. في الحقيقة، يوضح الكتاب المقدس أن المسيحية تتضمن جوانب معينة من الدين، لكنها في حد ذاتها ليست ديانة. إنها مثل الصلاة – على سبيل المثال؛ هناك صلاة في المسيحية، لكن المسيحية ليست “صلاة”. لنفكر أيضاً في الخلاص: يحدث الخلاص عندما يولد الإنسان في المسيح. يقول الكتاب في (٢ كورنثوس ٥ : ١٧) ” إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ (مخلوق جديد )”. عندما نشهد بالإنجيل ونشاركه مع أولئك الذين لم يعرفوا الرب بعد، ونقودهم إلى الخلاص، فإنهم يأتون إلى المسيح، وينالون الحياة الأبدية. لكن المسيحية تذهب أبعد من ذلك لتعيش الحياة التي نتجت عن الخلاص والولادة الجديدة. وهكذا، يأتي بك الخلاص إلى المسيح، بمعنى أنك تصبح “في المسيح”، لكن معنى الحياة المسيحية هي أن يكون “المسيح فيك”.
هذا هو فحوى وجوهر المسيحية. عندما تكتشف حقاً أن المسيح يسكن في داخلك، فإنك تعيش حياة مجيدة، تحقق هدف الله في حياتك. في اللحظة التي تظهر وتكشف فيها حضور المسيح الذي بداخلك، تصبح حياتك لحناً، سيمفونية فرح. هذه ليست مجرد أيديولوجية ولكنها واقع ملموس. يكمن الجوهر الحقيقي للمسيحية في فهم أنها ليست مجرد ديانة بل علاقة إلهية مع الآب بالمسيح يسوع. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلك تأخذ دراسة ” تأملات الحقائق” على محمل الجد؛ من خلالها، يمكنك الحصول على الاستنارة اللازمة لفهم هذه الحقيقة العميقة؛ أن المسيح يسكن الآن في داخلك، في صميم قلبك.
صلاة
أبي الغالي، أشكرك على الإعلان الخاص بهذه الحقيقة المجيدة والحق العميق، بأن المسيح يسكن في. أنا واع بشكل مطلق لهذا الواقع، وبنفس هذا الحق أتغلغل في عالمي وأخترقه. وأقود الكثيرين إلى حياة الفرح ذاتها، حياة الغلبة والانتصار الذي لا يننتهي، باسم يسوع. آمين.
دراسة أخرى:
رومية ٨ : ١٠ “وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ”.
غلاطية ٢: ٢٠ “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ الله، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي”.
كولوسي ١: ٢٦-٢٧ “السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، الَّذِينَ أَرَادَ الله أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ”.
No comment yet, add your voice below!