“مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا ٥:٩)
في أحد الأيام، بينما كان يسوع مجتاز، رأى رجلًا أعمى منذ ولادته. فسأله تلاميذه الذين كانوا معه: هل عمى الرجل هو بسبب خطيته أم خطية والديه؟ لكن يسوع أجاب بأن الأمر لا علاقة له بخطية الرجل أو خطية والديه (يوحنا ٣:٩-٤).
ولكن بعد ذلك أدلى بعبارة رائعة في الآية الخامسة: “مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا ٥:٩)
بعد أن قال هذا، فعل يسوع شيئًا مذهلًا: بصق على الأرض، وصنع من التفل طينًا، وفركه في عيني الرجل.
يخبرنا المؤرخون أن الرجل لم يكن أعمى فحسب؛ لم تكن له حتى أعين لتنفتح؛ مكان أعينه فارغتين. لقد أجرى يسوع معجزة بتحويل الطين إلى عيون، قائلًا: “ما دمت في العالم فأنا نور العالم”. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟
في كل مرة قال فيها يسوع تلك العبارة، “أنا هو”، كان يكرر ما قاله الإله لموسى عندما سأله: “ما اسمك؟” وقال الإله: “أنا هو”. كان الإله يقول لموسى: “أنا هو ما تريدني أن أكونه. إذا كنت بحاجة إلى الخلاص، فأنا خلاصك. إذا كنت بحاجة إلى الشفاء، فأنا شفاؤك. ما هو الذي تحتاجه؟ أنا أكون”. لذلك، عندما قال يسوع، “أنا هو…” كان يقول نفس الشيء الذي قاله الإله:
“أنا هو ما تحتاج إليه”. ورأى إنسانًا بلا عيون، فقال: “أنا هو نور العالم”.
وتذكر ما يقوله الكتاب: “سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ…” (متى ٢٢:٦، لوقا ٣٤:١١). لذلك، كان يسوع يقول: “أنا عيون العالم. من دوني، العالم لا يستطيع أن يرى”. وعلى الفور أثبت ذلك وأعطى الرجل عينين. الآن،
هذا هو الجزء الأكثر إثارة للاهتمام: نفسه يسوع قال: “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ.…” (متى ١٤:٥). وهذا يعني، تمامًا مثله، أنت تعطي “أعين” – أي بصرًا – للعالم! بدونك لا يستطيع العالم أن يرى. أنت تعطي التوجيه، والوضوح والرؤية للعالم.
الآن، أعلن بجرأة: “أنا هو نور العالم!” هذا يعني أنه عندما تخرج وتلتقي بشخص ما مُحبط، يمكنك تشجيع هذا الشخص.
يمكن لأي شخص استعادة عينيه لمجرد ظهورك: يمكن لأي شخص كان مريضًا أن يُشفى. هللويا!
صلاة
أبي الغالي، لقد جعلتني نورًا في هذا العالم؛ جاهز ومتمكن لإحضار الأمل، والشفاء، والخلاص لمن حولي.
نورك في داخلي يبدد الظلمة. أشكرك لأنك جعلتني واحة حب، وملاذًا للسلام، والفرح، والأمل، والإيمان في عالم مضطرب؛
يا له من امتياز! أشكرك أيها الآب، باسم يسوع. آمين.
دراسة أخرى:
︎ متى ٥: ١٤-١٦ “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَات»”.
︎ أفسس ٥ : ٨ “لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ”.
︎ فيلبي ٢: ١٥ “لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ (أنقياء لا تضروا أحد)، أَوْلاَدًا لِلْإِلَهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ”.
Post Views: 46
No comment yet, add your voice below!