“لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ” (كولوسي ١٩:١)

الآب والابن والروح القدس موجودون إلى الأبد وقد ظهروا في يسوع. لكل أقنوم في الثالوث له شخصية مميزة. ومع ذلك، فإن يسوع هو التجسيد الظاهر للاهوت؛ فهو يشمل الملء الكامل للآب والابن والروح القدس معًا. يقول في كولوسي ١: ١٩: «لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ». ويؤكد في كولوسي ٢ :٩ نفس الأمر قائلًا: «فَإِنَّهُ فِيه (في يسوع المسيح) يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً”.

هذا يعني أن ملء اللاهوت، كمال الألوهية، يسكن في يسوع داخل الهيئة الجسدية. إذا كنت تريد أن تجد الآب والابن والروح القدس في جسد واحد، فهذا قد تحقق في يسوع. عبرانيين ١:١-٣ يعطي تأكيد أقوى لنفس الأمر؛ فيقول: “اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ…”.

بعبارة أخرى، يسوع هو صورة طبق الأصل أو إظهار الله الآب. قال يسوع نفسه في يوحنا ١٤: ١٠ «أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ». وهذا يعزز فكرة ان يسوع هو اظهار الآب. إذا رأيت يسوع، فإنك قد رأيت الآب؛ فهو يجسد شخصية وجوهر الآب: «…اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ…» (يوحنا ١٤: ٩).

تيموثاوس الأولى ١٦:٣ يلخصها بشكل جميل: «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ». لاحظ المكتوب هنا، رآه الملائكة الذين لم يروا الله قط هيئة الآب، وقد رأوه للمرة الأولى عندما جاء يسوع. لقد جعل الله غير المرئي مرئيًا حتى للكائنات السماوية، مما يدل على الغموض العميق وعظمة الثالوث. مجدًا للرب!

لنصــلي:
أبي الغالي، أشكرك على استعلان يسوع، الذي هو التجسيد الظاهر للاهوت. يسكن فيه كل ملء اللاهوت وكامل قوى وصفات الإله، الإظهار الواضح للإله غير المرئي. وحده الملك، ملك الملوك والإله العظيم، مخلصنا يسوع المسيح. آمين.

مزيد من الدراسة.
︎ كولوسي ٢ : ٩
“فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللَّاهُوتِ جَسَدِيًّا”.

︎ عبرانيين ١ : ٣
“ٱلَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ ، وَحَامِلٌ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا ، جَلَسَ فِي يَمِينِ ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلْأَعَالِي”.

︎ يوحنا ١٤ : ٥-١١
“قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ ٱلطَّرِيقَ؟». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ . لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي . لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا . وَمِنَ ٱلْآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ». قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا ٱلْآبَ وَكَفَانَا». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا ٱلْآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي ٱلْآبِ وَٱلْآبَ فِيَّ ؟ ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي ، لَكِنَّ ٱلْآبَ ٱلْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ ٱلْأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي ٱلْآبِ وَٱلْآبَ فِيَّ، وَإِلَّا فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ ٱلْأَعْمَالِ نَفْسِهَا”.

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *