ليكن عندك إدراك القيامة

** “لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى الْلَهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ”. (٢ كورنثوس ١: ٩)

يخبرنا الكتاب أن الله طلب من إبراهيم أن يقدم إسحاق، ابنه الوحيد، الذي ولده في سن الشيخوخة. لم يتردد ابراهيم ولم يتذمر؛ وبينما توجه ليقدم إسحاق، أوقفه الله على الفور. وكما يعلن سفر العبرانيين، أن إبراهيم استرد إسحاق إلى الحياة. بالنسبة لله، كان ما حدث قيامة لأن إبراهيم قد تخلى عن إسحاق بالكامل. كان الله هو الذي قال، “يا إبراهيم، توقف! لا تؤذي الطفل” إبراهيم آمن بالقيامة. يقول الكتاب، “إِذْ حَسِبَ أَنَّ الْلهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ (إقامة إسحاق) مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ (من الأموات) أَخَذَهُ (أخذ إسحاق) أَيْضاً فِي مِثَال”. (عبرانيين ١١: ١٩) إنه نفس الشيء الذي تحدث عنه بولس في الآية الافتتاحية حيث روى كيف كان هو ورفاقه مثقلين بما يفوق قدرتهم، وكان وضعهم مُحبطاً لدرجة أنهم شعروا داخل أنفسهم بحكم الموت. فبدلاً من الثقة والاعتماد على أنفسهم، اعتمدوا على الله الذي يقيم الموتى. يا لها من عقلية! لقد تخلوا عن الحياة التي تخصهم؛ كان لديهم حكم الموت في أنفسهم ولكن كان لديهم وعي القيامة. هذا مثل يسوع الذي أسلم نفسه، عالماً أن الآب سيقيمه مرة أخرى إلى الحياة! نحن أبناء الإيمان، أبناء إبراهيم، ونتصرف مثل إبراهيم. نحمل وعي القيامة في أرواحنا. في تلك الحالة، لا تمنع شيء عن الرب، لأنك تعلم أنه هو الله الذي يقيم الأموات! كل ما يسألك أن تعطيه، يضاعفه لك ألف ضعف وأكثر. قدم إبراهيم إسحاق وأصبح أباً لكثير من الأمم. أصبح نسله لا يُحصى مثل الرمال على شاطئ البحر. لذا، اخدم الرب حقاً، وبفرح وكامل. عندما يكون لديك وعي القيامة لا ينبغي أن تزعجك فكرة تقديم كل ما في وسعك له، أو تزعزع استقرارك أو تمنحك ليالي بلا نوم. هللويا! *صلاة* أبي الغالي، لديّ وعي القيامة، وأنا في قناعة بأنك قادر على إقامة الموتى. لذلك، فأنا دائماً نشط في خدمتي لك، بالحق، من كل قلبي، فَرِحاً في الرجاء، وصابراً في أوقات الضيق. أبقى راسخاً وثابتاً، باسم يسوع. آمين.

*دراسة أخرى:*

*١ كورنثوس ١٥: ١٣-١٨* “فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ لِلْهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ الْلهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!” *١ كورنثوس ١٥ :٥٨* “إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ”.

أعطِه كل ما لديك

 “فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا.” (٢ كورنثوس ١: ٨).

في أعمال الرسل ١٩، يجسد لنا لوقا بوضوح بعضًا من تجارب الرسول بولس غير المُسرة عندما كان يكرز بالإنجيل. تكلم عن مخاطره الشخصية وسجنه، وأعمال الشغب التي دبرها ديمتريوس صائغ الفضة،

وفي الأصحاح ٢٢، كيف أمر أحد القادة بنقله إلى السجن لجلده واستجوابه. لا عجب أن بولس نفسه يروي، “… فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً.” (٢ كورنثوس ١١: ٢٣). في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس، يتذكر بولس اختباره في أفسس وقال، “… حَارَبْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ، …” (١ كورنثوس ٣٢:١٥). في رسالته الثانية، روى كيف في آسيا، أصبح الأمر سيئًا للغاية لدرجة أنهم شعروا بأنهم في عداد الموت، لكنهم حصلوا على خلاص فوق طبيعي (١ كورنثوس ١: ٨-٩). نفس هذا الإنجيل أودع في ثقتك،

فهل ستأخذه باستخفاف أم تضع كل ما لديك فيه؟

هل ستخاطر بنفسك لتكرز بالإنجيل لزملائك أو شركاؤك في العمل، حتى لو عنى ذلك فقدان وظيفتك أو خسارة عقود العمل التي كنت ترغب فيها كثيراً؟

ماذا عن أفراد عائلتك الذين لم يولدوا ثانيةً بعد؟ هل ستبذل قصارى جهدك من أجلهم، أم تبقى هادئًا لتتجنب التعرض للكراهية أو البغضة أو النبذ؟

هناك من يخشون فقدان العلاقات التي بنوها، ولن يشهدوا لأصدقائهم أبدًا. كم هذا محزن!

أنت شاهد لجيلك، وسوف يحاسبك الرب لكونك مسؤول بينهم كشاهد لهم. عليك أن تلتزم بتقديم الخلاص لمَن في عالمك. ما عليك الاهتمام به ليس الحفاظ على نفسك؛ ولا الاهتمام بوسائل الراحة في الحياة أو الفوائد التي تجنيها، لا! أنت لست مهتمًا بالأمر بسبب ما يمكن لأي شخص أن يمنحك إياه، ولكن من أجل كرامة ومجد المسيح الرب.

صلاة

ربي الغالي، لا توجد حدود للمدى الذي أرغب في الذهاب إليه من أجل هذا الإنجيل الذي لا يُقدر بثمن والمودع لثقتي.

أنا أبشر به بجرأة بقوة الروح، وأنقذ الكثيرين من مملكة الظلمة إلى الحرية المجيدة لأبناء الإله، باسم يسوع. آمين.

دراسة أخرى:

٢ كورنثوس ٥: ١٨-١٩ “وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ الْإِلَهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ الْإِلَهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا (ألزمنا) كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ”. (RAB) ١ كورنثوس ٩: ١٦-١٧ ” لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ (أنشر رسالة الإنجيل) فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهًا فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ”. (RAB)

احسب النفقة

 “وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ (لا أهتمُ بما يحدث لي)، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ الْلَهِ”. (أعمال ٢٠: ٢٤) في أعمال الرسل ٢٠: ١٧-٢٧

، يخبرنا لوقا كيف غادر بولس وفريقه ترواس وأبحروا إلى ميليتس، حيث ودع بكل الدفئ قسوس أفسس. هناك، ذكّرهم كيف خدم الرب بكل تواضع، ودموع كثيرة، في وسط الشدائد، والضيق، والتجارب. قال في الآيات ٢٣-٢٤: “غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ (لا أهتمُ بما يحدث لي)، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي…” (أعمال ٢٠: ٢٣-٢٤). هذا الرسول العظيم لم يُجمّل كلامه بخصوص حقيقة أنه وضع حياته على المحك من أجل الإنجيل. يا له من إلهام! يا له من التزام! هل فكرت يوماً، وأنت تتصفح الرسائل التي كتبها الرسول بولس ورسل الرب الآخرون، ماذا كلفهم وصول الرسالة إلينا؟ ادرس تاريخ الكنيسة، وستكتشف أن العديد منهم قُتلوا من أجل الإنجيل. اقرأ عن استفانوس. نجاحه في قبول اليهود للخلاص أسخط مجمع السنهدريم ورُجم حتى الموت! قُطِعت رؤوس بعضهم، وصُلب البعض الآخر، وحُرقوا على الأعمدة وألقي البعض في مراجل الزيت المغلي. لذلك، عليك أن تحسب التكلفة. كُن مُستعداً وراغباً في وضع حياتك على المحك من أجل الإنجيل، خاصةً في هذه الأيام الأخيرة. لا يجب أن يكون هناك شيء غالياً عليك لا تستطيع أن تتخلى عنه، أو تتنازل عنه أو تخوض فيه من أجل الإنجيل. مهما كانت التضحيات التي تقدمها من أجل الإنجيل، كُن مستعداً وراغباً في أن تبذل حياتك من أجله، إذا لزم الأمر. إلى أي مدى حياتك عزيزة عندك؟ هل هي مهمة جداً للدرجة التي تجعلك لا تفعل المزيد من أجل الرب، فقط حتى تتمكن من حفظ اسمك، أو نفسك، أو المال الذي لديك؟ هل هذا كل ما في الحياة بالنسبة لك؟ يجب أن تصل إلى تلك النقطة في حياتك من القناعة التامة أنه لا يوجد شيء أغلى من أن تقدمه للإنجيل، بما في ذلك حياتك. قال يسوع في مَرقُس ٨: ٣٥، “فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.” *صلاة* أبي الغالي، أحافظ على إصراري واندفاعي للإنجيل؛ أقف لأجل الإنجيل في كل مكان، وأكرز به بجرأة وبقناعة مُطلقة، حتى الموت إذا لزم الأمر. آمين. *دراسة أخرى:* *٢ كورنثوس ١: ٨-٩* “فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضاً. لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى الْلهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ”. *١ كورنثوس ٩: ١٦-١٧* “لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ (أنشر رسالة الإنجيل) فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعاً فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهاً فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ”.

فعِّل قدرتك

 “لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُه (صنعة يد الْإِلَهِ)، مَخْلُوقِينَ (بالولادة الجديدة) فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ الْإِلَهُ فَأَعَدَّهَا (خططَ لها مسبقًا) لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (لنحيا الحياة الصالحة التي أعدها مسبقًا وهيأها لنا لكي نحياها).” (أفسس ٢: ١٠) (RAB).

القدرة هي إمكانية كامنة، قوة مخفية لم تتطور. إنها إمكانية غير مُستخدَمة، مخفية في مكنونات قلبك الداخلية، وذهنك ونفسك. القدرة هي ما يمكن أن تكونه ولستَ عليه بعد، أو ما يمكن أن تفعله ولم تعمله حتى الآن، أو كل ما في داخلك وغير مُفعَّل بعد. القدرة لا تشير إلى النجاحات التي حققتها، بل إلى النجاحات المُمكنة التي لم تُحقَق بعد. لقد عاش الكثيرون وماتوا دون تفعيل قدراتهم أو تحقيق حُلم الإله لهم؛ مات الكثيرون دون أن يصبحوا ما أراد الإله لهم أن يكونوه. لا شيء أكثر بؤسًا من هذا! كيف ستشعر، إن وقفتَ أمام كرسي دينونة المسيح، وظهر أمامك كل ما كان بإمكانك أن تكون عليه، والإمكانيات التي كان يمكن أن تحققها، ولكنها لم تُفعَّل أبدًا؟ لذا، تعلم عن هويتك الحقيقية، من خلال الكلمة واتخذ موقفًا أن تكون ما قد وصفتك به الكلمة: شخص له إمكانيات وطاقات غير محدودة لعمل المزيد والمزيد. تذكر كلمات الرب يسوع في يوحنا ١٢ : ٢٤ قال: “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.” تخيل بذرة شجرة مثمرة: لهذه البذرة القدرة أن تصبح ليس فقط شجرة، بل غابة. لكل شجرة القدرة أن تكون غابة. الإله لا يحفظ فقط الحقوق، لكنه ينوي أيضًا أن يُحمِّل البشر مسؤولية قدراتهم. نتكلم هنا عن قدرتك في الإله. يقول الكتاب، “لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، … ” (٢ كورنثوس ٥: ١٠). في الدينونة، سيرى البعض كل ما كان من المُفترض أن يكونوا عليه ولم يصبحوه أبدًا؛ كل ما كان بإمكانهم أن يقولوه ولم يتفوهوا به قط؛ وكل ما كان باستطاعتهم فعله ولم يعملوه أبدًا. لذا اتخذ قرارك بأن تكون كل ما اختاره الإله لك. ثق بالروح القدس ليساعدك أن ترى وتحيا بأقصى قدرتك وتحقق مصيرك ودعوتك في المسيح. صلاة أبويا الغالي، أشكرك لأنك تساعدني أن أعيش بأقصى قدرتي وأحقق غرضي ودعوتي في المسيح. أنا أركض في السباق بسرعة، أسعى بقوة نحو الهدف لأربح جائزة دعوة الإله السامية في المسيح يسوع، بإلهام روحك، وتوجيه كلمتك، باسم يسوع. آمين. دراسة أخرى: ٢ تسالونيكي ١: ١١ “الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ نُصَلِّي أَيْضًا كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ: أَنْ يُؤَهِّلَكُمْ إِلَهُنَا لِلدَّعْوَةِ، وَيُكَمِّلَ كُلَّ مَسَرَّةِ الصَّلاَحِ وَعَمَلَ الإِيمَانِ بِقُوَّةٍ،” كولوسي ٤: ١٧ “وَقُولُوا لأَرْخِبُّسَ: «انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا».” فيلبي ٢: ١٢- ١٣ “إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ الْإِلَهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.” (RAB).

أنت من الدرجة الأولى

 “شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ” (يعقوب ١: ١٨).

لاحظ بداية تركيب الآية الافتتاحية؛ يقول، “شَاءَ فَوَلَدَنَا …” هذا يعني أن الرب قد ولدنا بمحض إرادته؛ لقد كان اختياره أن يلدنا بكلمة الحق لنكون صنفاً أو نوعاً من باكورة خلائقه! ما معنى باكورة؟ الباكورة تعني أول وأفضل شيء؛ إنها تتضمن “الدرجة الأولى”. أنت من الدرجة الأولى؛ مميز طوال الطريق، لأنك مولود من الله. هللويا! نفس الحقيقة يكررها الرسول بطرس في ١ بطرس ١: ٢٣: “مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ الله الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.” أشار يوحنا أيضاً إلى حقيقة أن هذا حدث بتخطيط إلهي؛ كانت مشيئته: “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ الله”. (يوحنا ١: ١٢-١٣) كانت إرادته أن يجعلك من الدرجة الأولى. لذا، عِش أفضل ما لديك وكُن أفضل ما لديك من أجله. ركِّز على صورتك التي أعطاك إياها الله في كلمته. أنت كِنزه المختار، نسله، صنعة يده الممتازة، حزمة من النجاحات، مُحقق إنجازات، وغالب في المسيح يسوع. لقد جبلك للمجد والجمال. انظر كيف يصفك في أفسس ٢: ١٠: “لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُه (صنعة يد الْإِلَهِ)، مَخْلُوقِينَ (بالولادة الجديدة) فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ الْإِلَهُ فَأَعَدَّهَا (خططَ لها مسبقًا) لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (لنحيا الحياة الصالحة التي أعدها مسبقًا وهيأها لنا لكي نحياها)”. لينبع هذا في خطواتك. لا يهم من يدينك؛ ارفض أن تُشتت انتباهك بما قد يقوله الآخرون عنك. ما يهم هو مَن أنت في المسيح: أنت من الدرجة الأولى؛ مُكمَّل في البر، ومقدس، وبلا لوم، ولا شكوى في نظر الله (كولوسي ١: ٢٢). المجد لاسمه إلى الأبد! *صلاة* أبي الغالي، أشكرك لأنك جعلتني تعبيراً عن جمالك، وتميزك، وكمالك ونعمتك. شكراً لك على مجدك في حياتي. أعلن أن حياتي هي من أجل تسبيحك ومجدك، وأنا أتمم غرضي في المسيح، وأنتج ثماراً للبر، باسم يسوع. آمين. *دراسة أخرى:* *يعقوب ١: ٢٢-٢٥* “وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ – نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ -وَثَبَتَ وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ (عاملاً العملَ)، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ”. *١ بطرس ٢ : ٩* “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ (جيل) مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ (مملكة كهنة)، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ (شعب الرب الخاص له)، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ”.

مولود منه

 “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الْإِلَهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ الْإِلَهِ.” (يوحنا ١: ١٢-١٣) (RAB).

المسيحي ليس شخصًا عاديًا. لقد وُلد من الطبقة الإلهية. كونك مولود ثانيةً يجعلك ذلك شريكًا في الطبيعة الإلهية؛ شريك النوع الإلهي (٢ بطرس ١: ٤). عندما وُلدتَ من والديك الجسديَين، أصبحت شريكًا للنوع البشري؛ صرتَ إنسانًا مثل والديك اللذين أنجباك. لكن، تلك الحياة البشرية التي حصلت عليها من والديك كانت فاسدة، ومحكوم عليها بالموت، وقابلة للهلاك. لذلك، كان يجب أن تحل محلها حياة الإله وطبيعته. لهذا السبب قال يسوع، “لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.” (يوحنا ٣: ٧). الآن بعد أن وُلدتَ من جديد، حلت حياة الإله السامية، والتي لا تهلك، وغير القابلة للفساد محل الحياة البشرية. هذا يفوق جدًا الذهن الطبيعي؛ أن تفكر أنه في الحقيقة، نحن حرفيًا أبناء الإله – وُلِدنا منه. لا عجب أن يهتف يوحنا قائلاً: “اُنْظُرُوا أَيَّ حُبٍّ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ الْإِلَهِ! … أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ الْإِلَهِ، …” (١ يوحنا ٣: ١-٢) (RAB). الكلمة المُترجمة “أبناء” هي باليونانية “تيكنون teknon”؛ وهي تشير في الواقع إلى شخص مولود من شخص آخر، على عكس الكلمة اليونانية “هيوس huois”، والتي قد لا تعني “أبناء” بالولادة. يستخدم الرسول يوحنا كلمة “تكنون” للتأكيد على أنك مولود من الإله. كل شيء في الحياة يتكاثر من نفس نوعه. النسر يلد النسور، والأسد يلد الأشبال، والبشر يلدون البشر. الآن، بما إننا وُلدنا من الإله، فمَن نحن؟ يجيبنا الرب يسوع، مقتبسًا من كاتب المزمور. قال: “… أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟” (يوحنا ١٠: ٣٤). فكر في نفسك بنفس الطريقة التي ستفكر بها في يسوع عندما سار على الأرض؛ كيف عاش، وسلوكه فوق الطبيعي! يعلن الكتاب: “… كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَم، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا.” (١ يوحنا ٤: ١٧). هللويا! صلاة أبويا الغالي، أشكرك على الاختبار الحيوي للحياة الأبدية التي من خلالها غُمر كياني بالكامل – روحي، نفسي وجسدي! أسلك في البر، والمجد، والنصرة، بينما يُعبَّر عن ألوهيتك بالكامل فيّ ومن خلالي، باسم يسوع. آمين. دراسة أخرى: ٢ كورنثوس ٥ : ١٧ “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ (مُطـَعم) فِي الْمَسِيحِ (المسيا) فَهُوَ خَلِيقَةٌ (خِلقة) (كائن حي) جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ (الأمور القديمة) (الحالة الروحية والأخلاقية السابقة) قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا (تمامًا).” (RAB). يوحنا ١٠: ٣٣-٣٦ “أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهَاً» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْإِلَهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ الْإِلَهِ؟” (RAB). ١ يوحنا ٥: ١١-١٢ “وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ الْإِلَهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ الْإِلَهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ.” (RAB).

هوية أسمى وأعظم

 “وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.” (رومية ٨: ٣٠).

تقول الترجمة الموسعة للآية الافتتاحيية، “وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً (أعلن براءتهم، جعلهم أبرار، وضعهم في مكانة حق المثول أمامه). وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً [رفعهم إلى كرامة سماوية وحالة أو مكانة كينونة سماوية].” لاحظ تفسير كلمة “مجَّدهم”؛ يقول، “… [رفعهم إلى كرامة سماوية وحالة أو مكانة كينونة سماوية].” بعبارة أخرى، عندما وُلدتَ ثانيةً، عندما أتيتَ إلى المسيح ونلتَ الحياة الأبدية، أُحضِرتَ إلى حياة الكرامة السماوية. لدينا الهوية الأكثر سمواً ورِفعة! يشرح الرسول يوحنا الشركة التي أوصلتنا إلى حياة المجد هذه: “الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ به، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١ يوحنا ١: ٣). الكلمة المترجمة “شركة” باليونانية، “كوينونياKoinōnia “. وتعني أيضاً الشراكة. لذا، فهو يعاملنا كأصدقاء. وهكذا، فإن شركتنا، أو شراكتنا أو صداقتنا هي مع الآب وابنه، يسوع المسيح. يقول بطرس إننا مدعوون إلى المجد والتميز: “كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإلهيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،” (٢ بطرس ١: ٣). أُقِر وأعترف أشكرك يا أبويا، على الشركة والصداقة الرائعة، مع حياتك الإلهية في روحي، بالمسيح. هذا الاتحاد الملوكي مع الألوهية يجعلني غير قابل للهلاك، وغالبًا إلى الأبد. هللويا!

دراسة أخرى:

مزمور ٨٢ : ٦ “أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.”

يوحنا ١ : ١٢ “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الْإِلَهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.” (RAB).

٢ بطرس ١ : ٤ “اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإلهيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.”

الحق: الحقيقة التي تتخطى الوقائع

 “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يوحنا ١٤: ٦).

إن كنتَ لا تعرف يسوع، لا يمكنك أبدًا أن تعرف أو تجد الحق. قد تجد فقط وقائع خالية من الحق. فالحقيقة والواقع أمران مختلفان. الواقع هو التأكيد للمعلومات الحسية عن أمر ما موجود أو قد حدث. بينما الحق، من جهة أخرى، هو الحقيقة التي تتخطى الحواس. وفقاً للمكتوب، كلمة الإله هي الحق – الحقيقة: “قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَق.” (يوحنا ١٧:١٧). الحق هو تأكيد ما قد قاله الإله عن أي حالة، أو موقف، أو ظرف معين. الحق هو قانون روحي. قد يقول لك أحدهم “واقع” لكنه لا يخبرك الحق، لأن الحق يتخطى الوقائع. الحق سيكشف الدوافع. في ساحة القضاء، مثلاً، أحد الأمور التي ينظر إليها النظام القضائي هو دافع المتهم، أو هدفه، أو نواياه في ارتكاب الجريمة. أي، القوة الدافعة، والمُلحة، والمُحفزة، أو الرغبة التي تحث العمل الإجرامي. صحيح أن الدافع يمكن أن يكون مفيداً بالاقتران مع الأدلة الأخرى لتأكيد أو إثبات أن شخصاً ما ارتكب جريمة، خاصةً إذا كان المدافع عن المتهم ينكر ارتكابه الجريمة. ومع ذلك، فمراراً وتكراراً، أخطأت أنظمة العدالة الجنائية هذه في الحكم، وأدانت مظلومين، لأنها تتعامل أساساً مع الوقائع. كيف يمكنك أن تحكم على دافع إنسان؟ عليك أن تعرف قلبه. كيف يمكنك أن تعرف قلب الإنسان؟ فقط كلمة الإله -الحق- هي التي تكشف، وتتغلغل، وتُحلل، وتُميز أفكار القلب ونياته. يقول في عبرانيين ٤: ١٢، “لأَنَّ كَلِمَةَ الْإِلَهِ حَيَّةٌ (سريعةٌ) وَفَعَّالَةٌ (قوية) وَأَمْضَى (أكثر حدة) مِنْ كُلِّ (أي) سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ (الخط الفاصل) النَّفْسِ (نسمة الحياة) وَالرُّوحِ (الخالدة) (مخترقة حتى إلى الحد الفاصل بين ما هو لِلرُّوحِ وما هو للنفس) وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ (أعمق الأجزاء في طبيعتنا)، ومُميِّزة (تعرض وتُحلل وتحكم على) أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (نواياه) (أهدافه).” (RAB). لذلك، أخضِع وقائع أي موقف دائماً للحق الذي في كلمة الإله. تخطى ،الوقائع بالحقائق. على سبيل المثال، بصرف النظر عن الوقائع الناتجة عن تشخيص الطبيب فيما يتعلق بصحتك؛ الحقيقة هي أن لك الحياة الإلهية؛ لذلك، فالصحة الإلهية هي طبيعتك في المسيح. لا مكان للمرض والسقم، والعجز في جسدك. هللويا! الحق أعظم من الواقع. عِش في حق الإله وبه اليوم وكل يوم. آمين.

أُقِر وأعترف

كلمة الإله هي حياتي والحق الذي أعيش به اليوم وكل يوم! أسلك في الحق، مُمتلئاً بمعرفة مشيئة الإله في كل حكمة وفهم روحي. أسير في سيادة على الخوف، والمرض، والفقر، والموت باسم يسوع. آمين.

دراسة أخرى:

يوحنا ٣٢:٨ “وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.” مزمور ١٤:٩١ “لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي.” ٣ يوحنا ١: ٤ “لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.”

بصيرة وفهم روحي

 “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ.” (كولوسي ١: ٩).

صلى الروح القدس، من خلال الرسول بولس، صلاة مهمة للمسيحيين في كولوسي، أن يمتلئوا بمعرفة مشيئة الإله في كل حكمة وفهم روحي. يُعرّفنا هذا أن هناك شيئًا اسمه الفهم الروحي، مثل الفهم الطبيعي تمامًا. يحتاج الأمر من الروح القدس أن يفتح عينيك ويعطيك الفهم الروحي. هو يكشف لك عوائص المملكة وأسرارها. إنه روح الحق، وجزء من خدمته في حياتك هو كشف الحق. يحضر هذا إلى ذهني صلاة أخرى للروح القدس من خلال بولس في أفسس ١: ١٦، ١٧: “…ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي، كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ [البصيرة في الأسرار والعوائص] فِي مَعْرِفَتِهِ [الحميمية والعميقة]،” (الترجمة الموسعة). من دون الفهم والبصيرة اللذين يمنحهما الروح، سيكون تفسيرك للحياة عاديًا، ودُنيويًا وعديم الفائدة. سيكون من الصعب عليك فهم الحقائق الروحية. اعتبر تلاميذ يسوع كمثال؛ على الرغم من أنهم كانوا مع السيد، إلا أنهم لم يفهموا الكثير من الأشياء التي علمهم إياها، لأنهم لم يقبلوا الروح القدس وقتها. عندما تكلم عن موته، ودفنه، وقيامته، قاوموه، لأنهم افتقروا للبصيرة الروحية والفهم في ذلك الوقت. لهذا السبب حتى بعد قيامته من بين الأموات، لم يزَل بعضهم يشك. لكن بعد قيامته، عندما ظهر بينهم، يقول الكتاب “… نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.” (يوحنا ٢٠: ٢٢). ما فعله هو أنه بالروح القدس فتح فهمهم حتى يتمكنوا من استقبال وفهم الحقائق الروحية. منذ ذلك الحين، كان لديهم بصيرة روحية؛ فهموا كلام يسوع. عندما يأتي الروح القدس إلى حياتك، فهو يعطيك الفهم حتى لا تجهل كلمة الإله، أو الحياة أو أي شيء. من خلال هذه البصيرة والفهم، تعرف مسارات الحياة التي تأتي بالنجاح، والفرح، والغلبة، والازدهار؛ تُقاد في الحكمة، والمجد والبر. هللويا! صلاة أبويا الغالي، أشكرك على عطية الروح القدس الغالية الذي يمنحني بصيرة روحية، ويضعني على المسار الصحيح، ويجعلني سيدًا في الحياة. المسيح هو حكمتي، وأنا أعيش حياة مجيدة بالكلمة ومن خلالها، بقوة الروح، باسم يسوع. آمين. دراسة أخرى: كولوسي ٣: ١٦ “لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ (تحثون) بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.” (RAB). أعمال ٢٠: ٣٢ “وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلْإِلَهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (RAB). أفسس ١: ١٧ – ١٨ “كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ (فهمكم)، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،”

“السلالة” الملكية الحقيقية

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ (مملكة كهنة)، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ (شعب الرب الخاص له)، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.” (١ بطرس ٢ : ٩) (RAB).

الآية التي قرأناها للتو عميقة جداً! كم قفزتُ، وركضتُ، ووثبتُ، وهتفتُ بفرح شديد من أجل هذا الاكتشاف الرائع منذ سنوات عديدة حين قرأتها لأول مرة عندما كنتُ فتى صغيرًا. ما زلت أُضرَم جداً وأتحمس في كل مرة ألهج فيها. نحن من سُلالة ملكية حقيقية. أولاً، لاحظ أن الرسول بطرس لم يقُل، “أما أنتم فستكونون جنس مختار”؛ بل يقول، “أما أنتم(تكونون الان ) فجنس مختار!” هذا ليس وعداً، ولكنه حقيقة الوقت الراهن. لا أحد يعرفك أفضل من الإله. كلمته هي مرآة، والآن تظهر هذه المرآة وتصف كيف يراك الإله. أنت كهنوت ملكي. أنت من الأسرة الملكية. هذا أعظم بكثير وأسمى من جميع العائلات الملكية في العالم أجمع. مكانتهم هو مجرد مسألة سياسية. لكن هويتنا هو نتيجة أصلنا الإلهي. اقرأ الآية الافتتاحية ثانيةً؛ يقول: “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ (مملكة كهنة)، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ (شعب الرب الخاص له) …” (RAB). كيف اقتُنينا أو اشتُرينا؟ يقول الكتاب، “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيح.” (١ بطرس ١: ١٨-١٩). دم يسوع يمثل حياته؛ هذه هي قيمتك الحقيقية. وبسبب ذلك الدم الذي به اُشتريتَ، أنت تعيش فوق التأثيرات المُفسدة لهذا العالم. أنت سُلالة ملكية حقيقية. أبوك السماوي هو ملك الكون، وأنت وريثه – مُقتناه الذي اشتراه بثمن غالٍ جدًا! صلاة أبويا الغالي، أشكرك لأن دم يسوع يمنحني الغفران، والتبرير، والفداء، والدخول، والشراكة، والتطهير وبركات العهد الجديد. لقد وُلدتُ من كلمته، خليقة جديدة، فوق إبليس، والعالم وأنظمته ومبادئه الفاشلة. مبارك الإله! دراسة أخرى: ١ بطرس ١: ١٨-١٩ “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،” ١ بطرس ٢: ٩ “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ (جيل) مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ (مملكة كهنة)، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ (شعب الرب الخاص له)، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.” (RAB).