“حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ”. (أمثال ١٤:١١)
إن مصطلح “كثرة المشيرين” هو مصطلح مثير للاهتمام وقد أُسيء فهمه من قبل الكثيرين على أنه يعني كثرة عدد المشيرين. حتى أن بعض نسخ الكتاب تترجمها بهذه الطريقة. الأمر في الواقع لا يتعلق بعدد كبير من المشيرين؛
الكلمة العبرية المترجمة “كثرة” تعني أيضًا “عظمة”، بينما الكلمة المترجمة “مشيرون” تُترجم “مشورة” عدة مرات في “النسخة المعتمدة” للغة الإنجليزي. المشيرون يقدمون المعلومات. وبالتالي فإن “عدد كبير من المشيرين” يعني أنك تحصل على معلومات كافية لمساعدتك في تحديد مسار العمل المناسب. أنت تحصل على المعلومات الكافية اللازمة لاتخاذ القرار. إذا لم يكن لديك ما يكفي من المعلومات لتحديد مسار العمل المناسب، فهذا يعني أنه ليس لديك مشورة أو نصيحة كافية.
في تلك الأيام التي كُتبت فيها هذه الآية، لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى قدر كبير من المعلومات كما لدينا اليوم. وكان لديهم ما أسموه “مستشاري الملك”. كان الملك يعتمد عليهم للمشورة الحكيمة. لقد كانوا الرجال “الحكماء”: مُشيري الملك، مثل أخيتوفل في أيام الملك داود؛ قيل عن مشورته إنها كمَن يسمع كلام من الإله (٢ صموئيل ٢٣:١٦).
لكن اليوم، لدينا الكثير من الكتب التي يمكننا دراستها للحصول على معلومات كافية حول أي موضوع يمكن أن يساعدك على اتخاذ قرار مستنير. لذا، فالأمر يتعلق بالمعلومات، وليس بعدد الأشخاص الذين تتصل بهم لتقديم المشورة لك.
ومع ذلك، لديك المستشار الأكثر موثوقية بداخلك والذي يمكنه أن يقدم لك المعلومات الأكثر دقة التي تحتاجها،
وهو الروح القدس. قال المرتل: “أُبَارِكُ يَهْوِهْ الَّذِي نَصَحَنِي، وَأَيْضًا بِاللَّيْلِ تُنْذِرُنِي كُلْيَتَايَ.” (مزمور ٧:١٦).
الروح القدس هو الذي يرشدك في إنسانك الداخلي. فهو يعطيك تعليمات يرشد بها حياتك.
وبعض هذه الأمور قد لا يتم تناولها بشكل صريح في الكتاب.
على سبيل المثال، قد تحتاج إلى معلومات تتعلق بالسفر أو القيام ببعض عمليات الشراء. يمكن للمشير الموجود بداخلك — الروح القدس — أن يزودك بالمعلومات الكافية لتمكينك من اتخاذ الاختيارات والقرارات الصحيحة.
صلاة
أبي الغالي،
أشكرك على الروح القدس، مستشاري الإلهي،
الذي يحيا فيّ، ويمنحني بصيرة في الأسرار والعوائص،
ومعلومات كافية لاتخاذ قرارات واختيارات حكيمة ومستنيرة.
أنا منتصر دائمًا وفي كل مكان لأنني مُرشد ومُقاد بالروح في كل أموري،
باسم يسوع. آمين
دراسة أخرى:
︎ يوحنا ٢٦:١٤ “وَأَمَّا الْمُعَزِّي (الشفيع، المُحامي، المُريح)، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ”.
︎ يوحنا ١٣:١٦ “وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ”.
︎ يوحنا ١٤ : ١٦ “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا (شفيعًا، مُحاميًا، مُريحًا) آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ”.